Sunday, June 8, 2014

إلى كل من قرأ حوجن.. وانتظر هُناك

لتحميل خلفية سطح المكتب لرواية هُناك:
https://www.dropbox.com/s/ec1x9akgolapujc/HUNAAK%20WALLPAPER.jpg


وأخيراً.. هُناك
هذه رسالة خاصة جداً أوجهها إلى كل من استمتع بحوجن وانتظر هُناك، كوني أتحدث إليكم أنتم بالذات يجعلني أشعر بالأريحية وأزيح الكلفة التي اضطر إلى ارتدائها أحياناً.
نحن الآن نعيش المرحلة الثانية، رواية هُناك! والتي تعتبر الجزء الثاني في السلسلة بالرغم من أن علاقتها الوحيدة برواية حوجن هي ظهور إياد في نهايتها استعداداً لبداية أحداث الجزء الثالث في السلسلة: رواية بنيامين التي ستجمع شخصيات رواية حوجن وهُناك.
انطلقت رواية هُناك رقمياً على تطبيق سيبويه، الذين أكرمونا بإطلاق حلتهم الجديدة تزامناً مع هُناك؛ أما النسخة الورقية فهي بين بكرات المطبعة أثناء كتابتي لهذه الكلمات.

سامحوني
أنا مدين لكم جميعاً بالاعتذار الشديد عن تأخرنا في إصدار رواية هُناك والذي كان لعدة أسباب خارجة تماماً عن إرادتنا:
أولها مواصفات الطباعة، نحن (أنا وشريكي ياسر) مصابون بمتلازمة مشتركة، ألا وهي الهوس بالتفاصيل! وهنا سر صغير أود الإفصاح عنه، عند طباعة حوجن رفضنا استخدام الورق المعاد تدويره والذي يستخدم في معظم المطبوعات واستخدمنا ورق لبني مصقول، السبب هو أن هذا الورق أجود وأجمل وأصفى والأهم أنه يخفي سمك الرواية الحقيقي فيجعلها تبدو أقل سماكة مقارنة بالورق المعاد تدويره (قارن سماكة كتاب حوجن برواية أخرى بنفس عدد الصفحات). اتهمتنا دور النشر بالجنون، لأن المستهلك لا يهتم كثيراً بجودة الورق بالذات مع الفرق الكبير في السعر، بالإضافة إلى أن الكتب الأكثر سماكة تبرر أسعارها.. ولكننا تمسكنا به، للجودة ولتفادي إرهاب القراء الجدد بسماكة الكتاب الحقيقية. مشكلة هذا الورق هي ندرة توفره، اضطررنا لمطاردة الموردين وشراء ما أمكننا شراؤه من كميات لضمان استمرار الجودة، وهنا تكمن المشكلة حيث أن توفير تلك الكميات تأخر، ورفضنا طباعة الرواية بالورق المعاد تدويره كحل بديل. ولكننا تمكنا من إقناع الموردين بتوفير كميات تغطي الطبعة الأولى من رواية هُناك بلغتيها والطبعة القادمة من حوجن بلغتيها. تجاوز هوسنا نوعية الورق الداخلي إلى نوعية ورق الغلاف فاخترنا خامة ICE GOLD ذات المسحة اللؤلؤية لتتماشى مع أجواء الرواية.

تصاميم عالم جديد
السبب الثاني هو تصميم الغلاف، الرواية لها ثلاثة أبطال، أحدهم قلم! القلم الذي كُتبت به الرواية، لم نكن ننوي أن نظهره في الغلاف كي نتجاوز تعقيدات تصميمه، ولكننا وجدنا أنفسنا مندفعين وبحماس نحو تصميمه وتنفيذه ونحته وتصويره ليزين الغلاف الخلفي للرواية، تمادينا قليلاً فصنعنا نسخة من القلم قابلة للكتابة بخط أنيق كي نستخدمه في حفل التوقيع. تعقيدات التصميم كان منبعها تخيل العالم الذي يضم أحداث الرواية، فكان لا بد أن يعكس الجمال والتناغم والارتباط بالطبيعة والتطور المذهل دون أن يظهر كقطعة هندسية، تلك الروح كانت السائدة أثناء تصميم باقي العناصر: شعار الرواية والعالم الذي دارت أحداثها فيه وحتى القلادة التي ترتديها بطلة الرواية. وبمناسبة الحديث عن بطلة الرواية، كانت عيناها، أو بتعبير أدق: “نظرتها" هي الفكرة الأساسية في تصميم الغلاف، تلك النظرة أرقتنا جداً، وأعتقد أن التصور النهائي والذي مزجنا فيه ملامح أربع فتيات كان أفضل ما يمكننا إخراجه للتقرب من الوصف المذكور في الرواية.

كواليس الأزمة
أما السبب الثالث فهو تداول النسخة المسروقة إلكترونياً من رواية حوجن، الحملة التي شنها عُشاق الخرافة وقادها مرتزقتها ضاعفت من الإقبال على الرواية بين جميع الطبقات بشكل تخطى توقعاتنا فعمد البعض إلى تصوير الرواية وتحميلها استجابة للإقبال وتحولت الدفة من اقتناء النسخ الرسمية إلى تحميل النسخ المسروقة (مئات الآلاف من النسخ تم تحميلها). أثر ذلك بشكل كبير في خطتنا المالية، واضطرنا إلى إلغاء بعض مشاريعنا وتأخير بعضها وبالتالي تأخير إصدار هُناك ونفاد نسخ حوجن بشكل مستمر، ولكننا لا نعتبر هذا مسوغاً للتقصير في تلبية وعودنا لكم، فهذه مشكلتنا نحن وليست مشكلة الجمهور الذي أكرمنا بالقراءة والدعم واستحق منا كل التفاني، لذا نقول لكم اطمئنوا، عقبة كهذه ستزيدنا عزيمة وإصراراً وعنادا! ونحن في النهاية مدينون بالشكر لمن تسرعوا في نشر الشائعات ومهاجمة الرواية لأن ذلك دفع العديدين للاطلاع عليها واكتشاف أن ما راج كان مجرد كذب ومبالغات لا تختلف كثيراً عن غيرها من الكذبات التي تحمس لها التبعيون ضد كل جديد وورثها من بعدهم مدمنوا تهويلات الواتس آب. شكري لهم ليس تهكماً، بل أعنيه فعلاً، بالرغم من حزني وغضبي من حملة الاتهامات التي هاجمت الرواية ونالت شخصي بأبشع الأشكال إلا أن ردة الفعل المعاكسة وتراجع من اتهموني السريع بعد قراءة الرواية واعتذارهم وتحولهم للدفاع بعد التهجم أثبت لي أن النية الصافية والقلوب الصادقة هي السائدة في مجتمعنا وإن غلب التسرع من باب الحرص أحيانا.. أما شوائب الشاذين خُلقياً وفكرياً فهي نادرة ولا تكاد تذكر. وبكل صراحة كنت أتوقع هجوماً أكبر وأشنع، كنت أشعر أن هناك شريحة أكبر متعطشة للعدوانية والتطرف، ولكن كان ذلك سوء ظن مني، فسحقاً لتلك الصورة النمطية التي رسمتها الهاشتاقات. قد يظن البعض أنني تأذيت من تلك الحملة، لكن بالعكس، فبالرغم من اتساعها وشناعتها (تخيلوا ممتهن للرقية يتهمني في موقعه الرسمي بالترويج للشرك في جزيرة العرب ويشبهني بعمرو ابن لحي! ومن ثم يعرض خدماته لعلاج من تلبستهم العفاريت بعد قراءة "الحوجن” كما يسميه) تلك الحملة لم تكن ترويجاً للرواية فحسب وإنما كانت درساً عميقاً جداً لي شخصياً ولشركة يتخيلون في فهم نفسيات الجمهور وأنماط تفكيرهم والتعامل المباشر مع الجهات الرسمية في الدولة وأصحاب المناصب الحساسة الذين يتذمرون بدورهم من مروجي الكذب وكسب تأييد تلك الجهات والجمهور بشكل حملنا مسؤولية الاستمرار والترقي.
اسمحوا لي أن أعدل جلستي لأطلعكم على نصيحتين قيمتين تلقيتهما في فترة رواج الشائعة ولكنني لم أجرؤ على الأخذ بهما: الأولى من الشيخ علي با طرفي رئيس الهيئات في مدينة جدة الذي استمتعنا بحفاوته وتوجيهاته أثناء نقاشنا عن رواية حوجن، نصحني بأن أذيل الرواية بتقريظ ممن قرأها من العلماء وكنت قد حكيت له عن مشواري في البحث العلمي أثناء كتابتها والذين دعموني بالمعلومة والتشجيع. نصيحته كانت ستوفر علي عناء مجابهة التبعيين الذين يثقون في الأسماء أكثر من عقولهم وضمائرهم وصريح كلام ربهم. ولكنني لم أفعلها لأن في ذلك إساءة لي وللعلماء الأفاضل وللقراء، إساءة لي كوني أتاجر بأسماء أساتذتي واستغلال شهرة من اقتديت بهم منذ الصغر فتحفظت أن أتشبث بعباءاتهم في الإعلام بالرغم من عرضهم لتقديم الدعم لنا؛ وإساءة لهم لأن روايتي في النهاية رواية خيالية وليست مرجعاً علمياً جدير بحمل تقريظ من عالم جليل، وإساءة للجمهور الذي يمتلك العقل والضمير ليحكم ويميز ويقيم دون الحاجة لآراء العلماء والفضلاء. لم أنشر سوى تقرير الشيخ عبدالله السلامة رئيس شعبة مكافحة السحر والشعوذة في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والذي لم أتعرف عليه سوى بعد تكليفه بمهمة قراءة وتحليل الرواية وكتابة تقرير رسمي عنها بحكم علمه ومنصبه وخبرته وكان كغيره من الراسخين الذين تجردوا مما يشاع وقرأ الرواية قراءة تفصيلية تحليلية وأدهشني في نقاشه معي الذي امتد لساعات وأفادني جداً في عدة جوانب فنية بحكم خبرته في مجابهة السحرة الذين دار رحى الرواية حول مكافحتهم وفضح ألاعيبهم (الأمر الذي تعامى عنه تجار الخرافة عند تهجمهم عليها) فكتب بعدها تقريره الرسمي المفصل ووجهني هو بنشره كي لا تستطير الشائعات حول الرواية ولا حول جهاز الهيئة.
النصيحة الثانية والأكثر إثارة كانت من أصدقائي وزملائي في مجال التسويق، فقد توالت اتصالات التهنئة منهم فور انفجار الشائعات ونصحوني بالصمت وتركها لتتمادى وتتفاقم حتى يذيع صيتها عالمياً وتصبح كرواية عداء الطائرة الورقية التي اشتهرت وتحولت إلى فيلم سينمائي عندما تم حجبها في أفغانستان. ولكنني لم آخذ بنصائحهم، لأن ذلك النوع من الشهرة الغوغائية لا يشرفني أبداً؛ فسارعت بمواجهة الشائعات وإخمادها فوراً والرد على جميع القنوات الإعلامية المحلية والعالمية التي أغراها تصدر خبر جديد عن الهيئة وذلك بتوضيح الصورة الحقيقية لموقفنا وموقفهم، فانطفأت الضجة الإعلامية وهوجة الإشاعات في مهدها.

بين الفكر والتشقير
أعترف أنني متزمت فيما يخص الحقوق الفكرية، وأنا هنا أطرح رأيي وقناعتي مع الاحترام والتقدير والمحبة لكل من يختلف معي. أنا متزمت ضد ثقافة استمراء اختلاس الفكر والترويج لها، وقبل أن يهب المتصيدون أحب أن أؤكد أن الماديات هي آخر ما يخطر ببالي الآن، بالذات وأن الكتابة بالنسبة لي لا تزال تمثل شغفاً غير مربح يؤثر سلباً على دخلي وحياتي العملية وباقي مشاريعي، وأن المستفيد الأكبر مادياً هو الموزع والمطبعة. وللمزيد من التهدئة للمتصيدين (كفيتم وكفينا شرهم) أحب أن أخبركم أن حساسيتي في اختلاس الفكر بدأت تتفاقم منذ بضع سنوات بعد أن كنت مدمناً لتحميل كل ما يمكنني الوصول إليه وتكديس أكوام الهارديسكات إلى أن توقفت تماماً في ٢٠١١م فمنذ ذلك الحين حرصت على أن لا ألتهم ولا أدخل لبيتي وأجهزتي فكراً بالحرام! لم أحمّل ولم أشتر ولم أقتن أي أفلام ولا برامج ولا كتب ولا أغان ولا ألعاب مسروقة، ولم أتخذ عدم توفرها أو ارتفاع سعرها أو حتى إقبال الآلاف على تحميلها ذريعة لسرقتي لها، بالرغم من أنني كنت أتشبث بالفتاوى والآراء التي تسوغ للاختلاسات الفكرية قبل أن أراجع القرآن وقلبي وضميري وإنسانيتي وأتوقف عن التهام الحرام (فكرياً)، نعم في نظري تحميل الفلم من تورنت لا يقل حرمة عن تناول ستيك خنزير مشوي، أو رغيف مسروق، بل بالعكس، من يستمتع بالتهام الحرام ستتولى إنزيمات معدته مهمة هضمه والتخلص من بقاياه في خلال سويعات، أما الفكر المسروق فتبقى متعته وأثره لفترة أطول بكثير، قد يبقى الفكر المختلس رابضاً في الوجدان للأبد. تحزنني جداً الانتقائية في الورع والوازع الديني الذي يدعيه كثير ممن يتحرجون من بلع الريق في رمضان وتشقير شعرات الحاجب وفي نفس الوقت يستمرؤون السرقة والكذب والشتم والقذف ويروجون لها ولثقافتها بالرغم من أن ألسنتهم لا تكل من تكرار مفردة "التقوى" بكافة تصريفاتها. تلك الانتقائية كشف عنها القرآن الكريم في آياتٍ لم تتنزل للاطلاع على الأحداث التاريخية ومراوغات بني إسرائيل بقدر ما هي منهج للتطبيق الحياتي لكل صادق مع نفسه يؤمن بالوحي الرباني ويطمح للرقي الإنساني. أعرف أن ما أقوله قد يكون صاعقاً للبعض، فقد تلقيت تلك الصعقة منذ أن تبنيت هذا الرأي: "هل يُعقل أنني كنت أسرق حقوق الناس طوال هذا الوقت؟ هل يُعقل أن أدفع مالاً مقابل أفلام وبرامج أستطيع تحميلها بالمجان؟!" أعود وأؤكد أن هذا رأيي "المتزمت" في هذه القضية، وأؤكد أيضاً أنني لا أهدف ولا أجرؤ على اتهام ولا حتى معاتبة من حمل رواية حوجن، بالعكس تماماً (والكلام موجه إلى من حمل رواية حوجن) أنا أعرف أنك لا تريد لنا سوى الخير ومجرد قراءتك للرواية شرف لي، وبغض النظر عن قناعتي وقناعتك في قضية الحقوق الفكرية أرجوك أن تتقبل حوجن كهدية مني ومن يتخيلون وأرجو أن لا يغضب ذلك الذين أكرمونا بشراء النسخة الأصلية فلهم سابق الفضل (في قراءتها) ولاحقه (في دعمنا). ومرة أخرى نحن لا نريد إقحامكم في مشاكلنا، فتخطي هذه العقبات مسؤليتنا نحن، ونعدكم بأن نفعل ما بوسعنا لإتقان أعمالنا وإخراجها بالشكل والجودة التي تليق بكم وتوزيعها بشكل يجلعها في متناولكم. ومن هذا المنطلق، ولكي نضمن أن لا يتورط بشراء أعمالنا من قد لا تعجبه، فسننشر عينة من كل رواية ليطلع عليها أي شخص قبل أن يتخذ قرار اقتنائها.

١٠٠ يوم حاسمة
أعتقد أنني تماديت لا شعورياً في التفاصيل، ولكن يتخيلون ملككم أنتم، ومن حقكم معرفة كل ما يدور خلف كواليسها! العام الماضي كان كل هذا مجرد تسلية، تحولت إلى تجربة، واليوم هي رؤية وخطة ومسؤولية على عاتقنا، تتضاعف كلما استمتع واستفاد شخص بما نقدمه، المئة يوم القادمة هي الفترة الحاسمة في تاريخ شركة يتخيلون. نحن نقترب ببطء وثبات من قمة المنحدر الأفعواني، قائمة المشاريع والمهام أمامنا مرعبة ومثيرة في نفس الوقت؛ أهدافنا أبعد من مجرد نشر رواية أو إنتاج فلم، هدفنا دفع الجمهور واستفزازهم وتحفيزهم لاستخراج الكنوز الإبداعية الكامنة بين ثنايا عقولهم الباطنة ومواهبهم التي لم يتعرفوا عليها بعد. هدفنا أن يرتفع سقف الطموح وأن تنتشر عدوى الابتكار وأن تحاصر ثقافة التخاذل والإحباط والتحبيط وينقرض مروجوها ويتحولوا إلى داعمين ومبدعين ومنافسين محلياً وعالمياً.

هذه هي رسالتي، أوجهها إلى كل من حمّلني دَين إمتاعه.. من أجلك لن أتوقف! هذه أمانة في عنقي ووعد في ذمتي.. طالما بقيت لدي القدرة على كتابة الكلمات، وطالما بقي شخص يستمتع بقراءتها.




                                                                           محبكم.. المدين لكم.. إبراهيم عباس